جدول محتویات

في عام 1938، تم بث دراما إذاعية بعنوان حرب العوالم عبر شبكة راديو سي بي إس. كانت الدراما تدور حول غزو المريخ للأرض وتشتهر بزعم أنها تسبب في حالة من الذعر الجماعي. كان هذا لأن الناس اعتقدوا أن الدراما الإذاعية، المقدمة في شكل بث إخباري، كانت حقيقية. على الرغم من أن موجات الأخبار الكاذبة ليست بالظاهرة جديدة علينا كبشرية، ولكن من المؤكد أنها تتطور بحيث يصبح من الصعب اكتشافها. في العصر الرقمي، تكثر الأمثلة على الأخبار الكاذبة والمزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي. وسنذكر هنا عدد قليل منها. 

 

ما هي الأخبار الكاذبة؟ 

يتم تعريف الأخبار الكاذبة على أنها أي معلومات خاطئة أو مضللة يتم نشرها عبر قنوات التواصل الاجتماعي لعدة أسباب ولأهداف وغايات مختلفة، ولكن بالغالب تكون للتأثير على الرأي العام. أصبحت الأخبار الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي قضية مقلقة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، حيث يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الرأي العام ويمكن أن تؤدي إلى نتائج خطيرة. لسوء الحظ، مع تطور أدوات وصول الخبر لعدد كبير من الناس في دقائق، أصبح من الصعب بشكل متزايد التمييز بين الأخبار الحقيقية والأخبار المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن تكون الأخبار المزيفة مقنعة للغاية وتتم كتابتها بإتقان. فيما يلي بعض الأمثلة على الأخبار المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي. 

 

نظريات المؤامرة 

أحد الأمثلة الأكثر شيوعاً للأخبار الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي هو انتشار نظريات المؤامر، التي يتم تغذيتهل على خوف الناس من أمر خطير. مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي يسارعون إلى التمسك بتلك النظريات الجامحة حول الأحداث الجارية، وغالباً ما تنتشر هذه النظريات بسرعة البرق عبر المنصات المختلفة لوسائل التواصل الإجتماعي. يمكن أن يؤدي هذا إلى تداول معلومات كاذبة ومغلوطة، حيث يمكن للنظريات أن تنتشر بشكل أسرع مما تستطيع منافذ الأخبار الشرعية فضحها وكشف أهدافها وخاصة أنها تنتشر بأعدادات كبيرة. 

تتراوح نظريات المؤامرة أيضاً بين الإعتقاد بأفكار وطرق تطبيق النظام العالمي الجديد، أو Bigfootالقدم الكبيرة” (أو أي مخلوق أسطوري آخرأو أن الحكومة أكثر تطوراً من باقي الشعب وتخفي عنه التكنولوجيا الغريبة التي تساعدها بالسيطرة عليه. نظريات المؤامرة موجودة في كل مكان ومنذ زمان طويل ويمكن أن تظهر خارج الموضوعات اليومية. لكن ولسوء الحظ، لا تختفي بسهولة. 

 

أخبار كوفيد-19 الوبائية المزيفة 

كانت أكثر نظريات المؤامرة انتشاراً في الذاكرة الحديثة مرتبطة بوباء كوفيد -19 (جائحة كورونا). فيما يتعلق بأصول الفيروس وكيف نشأ، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في نشر النظريات غير العلمية حولها. حتى أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (World Health Organization WHO) اعترف بأن المنظمة كانت تحارب كلاً من الوباء الفيروسي ووباء المعلومات الخاطئة في آنٍ معاً. لكن الشائعات ونظريات المؤامرة لم تتوقف عند هذا الحد. في عام 2022، نشرت مجلة Nature Medicine مقالًا يتناول التردد في أخذ جرعات اللقاحات، وهو واحد من العديد من نتائج هذه النظريات. 

 

صور ومقاطع فيديو مزيفة 

مثال آخر على الأخبار الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي هو نشر الصور ومقاطع الفيديو التي تم التلاعب بها. من السهل للغاية تغيير الصور ومقاطع الفيديو بمساعدة برامج تحرير الصور والتي تتطور باستمرار، ويمكن استخدام هذه الصور ومقاطع الفيديو التي تم التلاعب بها لنشر معلومات خاطئة. يمكن أن يكون هذا النوع من الأخبار الزائفة ضاراً بشكل خاص، لأنه غالبًا ما يكون مقنعًا أكثر من الأخبار المزيفة المستندة إلى النصوص. 

نعلم جميعاً أن تغيير الصور أصبح أمراً سهلاً، حتى أن أعظم الديكتاتوريين في التاريخ فعلوا ذلك. النبأ السيئ هو أنه في الوقت الحاضر، لا يمكننا حتى الوثوق بمقاطع الفيديو. فيديوهات التزييف العميق (Deepfake Videosعلى سبيل المثال، مخيفة بشكل لا يصدق لأنها يمكن أن تؤثر على انطباع وصوت شخص حقيقي. يمكنك التحقق من هذه التكنولوجيا بنفسك. 

لقطة شاشة لمنشئ فيديو deep fake web

رئيس أوكرانيا يستسلم 

منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في شباط/فبراير من العام 2022، أصبح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بطلاً قومياً في نظر الكثيرين. وهذا يجعل مقطع الفيديو الذي يظهر فيه وهو يعلن استسلام أوكرانيا لروسيا أكثر سخافة. كان الفيديو مزيفاً ولكنه تسبب في قشعريرة الناس في جميع أنحاء العالم، على الأقل حتى اكتشفوا أنه ليس حقيقياً. انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، كما حدث في الكثير من الأخبار المتعلقة بالغزو الروسي. إن فضح مقطع فيديو سريع الانتشار ليس بالأمر السهل ولا يمكن تحديد عدد الأشخاص الذين تأثروا بالاعتقاد بأن زيلينسكي قد استسلم. لكن التكنولوجيا لن تتوقف عند هذا الحد. عندما تفكر فيما يخبئه المستقبل لهذه التكنولوجيا، فإن القشعريرة لا تتوقف عند عمودك الفقري. 

 

أمثلة على الأخبار الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي 

أخيراً، القصص الإخبارية الكاذبة هي أيضاً أمثلة شائعة للأخبار المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي. غالباً ما يتم تصميم هذه القصص لتبدو وكأنها قصص إخبارية شرعية، ويمكن أن تنتشر بسرعة وسهولة عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي. تهدف القصص عادةً إلى إثارة استجابة عاطفية لدى القارئ أو نشر معلومات خاطئة عن شخص أو منظمة معينة. 

 

السياسة الأمريكية 

ربما تكون أفضل الأمثلة على القصص الإخبارية الكاذبة التي تنتشر بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي متاحة في السياسة الأمريكية، ما عليك سوى إلقاء نظرة على صفحة مدقق الحقائق في واشنطن بوست. بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، برزت قضية الأخبار المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الصدارة. ومن الأمثلة على ذلك إقراض دونالد ترامب طائرته الخاصة لإنقاذ 200 من مشاة البحرية وتأييد البابا فرانسيس لترامب. من ناحية أخرى، كان للقصة الإخبارية Pizzagate، المتعلقة ببيل وهيلاري كلينتون، عواقب في الحياة الواقعية وفقاً لصحيفة التايمز. 

  

الخلاصة 

بشكل عام، تعد الأخبار المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي قضية مقلقة بشكل متزايد، ويمكن أن يكون لها عواقب وخيمة. يمكن لهذه العواقب أن تعطل الديمقراطيات، أو تؤثر على معنويات الأمة، أو تعرض الناس للخطر. من المهم لمستخدمي الشبكات الاجتماعية أن يكونوا على دراية بكيفية تلازم الوسائط الاجتماعية والأخبار المزيفة. ومن الضروري أن يتخذوا خطوات لضمان عدم خداعهم.