جدول محتویات

لنكن صادقين ونتحدث بشفافية: اعتاد البعض منا أن يقوم الأهل بضربنا. وإذا لم يكن الأمر معنا كذلك فمع آبائنا، فقد اعتاد آباؤنا أن يتعرضوا للضرب من قبل آبائهم عندما يسيئون التصرف أو يُساء فهمهم. باختصار كان الضرب الإجراء التأديبي الأكثر شيوعاً في تلك الأيام. 

في الوقت الحاضر، أصبح كل شيء مختلف. حيث لم يعد الضرب أو الصراخ في وجه طفلك مقبولاً بعد الآن. وبالتأكيد هذا الأفضل. في هذه المدونة، سنتحدث عن السبب وراء تصنيف العنف الجسدي مع الأطفال على أنه خطأ جسيم في التعامل وسنقترح خمس طرق لتأديب الطفل دون ضربهم. 

 

لماذا يجب ألا تضرب طفلك أو تصرخ في وجهه 

يمكن للأطفال حقاً الضغط على الأزرار الخاصة بغضبك أحياناً. لطالما كانوا يفعلون أشياء تجعلك ترغب في الصراخ من أعلى رئتيك. لكن الصراخ أو الضرب ليس هو الحل أبداً. إن القدرة على إدارة عواطفك وتقديم مثال إيجابي لأطفالك هي جوانب مهمة في عملية التربية. اقرأ عن كيف يؤثر الأهالي على سلوك أطفالهم في عصر الإنترنت؟ 

في العقود الأخيرة دائماً ما كان لدينا الدليل على أن الصراخ والتعبير عن خيبة الأمل مرتبطان بمستويات متزايدة من العدوان الجسدي واللفظي لدى الأطفال. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم في تطور أعراض القلق لديهم. 

من ناحية أخرى، ثبت أن العقاب البدني أو العنف الجسدي فعال في التغييرات السلوكية للطفل على المدى القصير. ومع ذلك، فإن هذا التغيير في السلوك ينبع من خوف الأطفال من الألم الجسدي بدلاً من فهم سبب خطأ أفعالهم. 

للعقوبة الجسدية بعض الآثار طويلة المدى على الأطفال أيضاً. الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (The American Academy of Pediatrics) في دليلها المسمى “الانضباط الفعال لتنشئة أطفال أصحاءتشير إلى أن ضرب الأطفال ومعاقبتهم جسديأ يزيد من خطر تعرضهم للعدوانية ويطور الاضطرابات العقلية والنفسية في المستقبل. 

باختصار، بصرف النظر عن حقيقة أن إساءة معاملة الأطفال أصبحت غير قانونية في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1974، وتبعتها الكثير من دول العالم، يجب تجنب الصراخ وضرب الأطفال بأي ثمن بسبب التهديدات التي يشكلونها على رفاه الأطفال. 

الأم الغاضبة المتوترة تصرخ في وجه الفتاة المراهقة

 

كيفية تأديب الطفل دون صراخ أو ضرب 

الخيارات الخمسة التي سنعرضها لكم أدناه، هي بدائل أفضل للصفع أو أي شكل آخر من أشكال العنف الجسدي أو حتى الصراخ: 

علمهم عن العواقب 

هل سمعت عن تأثير الدومينو؟ هذا يعني أن جميع الأحداث مترابطة مترابطة فيما بينها بشكل أو بآخر. بكلمات أبسط، فهذا يعني أن كل إجراء نتخذه له عواقب. يمكن أن تكون هذه العواقب جيدة أو سيئة، اعتماداً على طبيعة الإجراء الأولي الذي تتخذه. 

إحدى الطرق التي يمكنك بها تأديب طفلك بشكل فعال هي تعليمه نتائج أفعاله. هل كانوا يكسرون الألعاب؟ لن يحصلوا على أي لعبة جديدة لفترة من الوقت. هل يبقون مستيقظين غالباً بعد أن تفرض حظر التجول الليلي في وقت النوم ويتصفحون هواتفهم؟ سيتم قطع الإنترنت عنهم ليلاً 

سيؤدي تنفيذ هذا النهج إلى التقليل من احتمالية تعاملهم مع الأمر على محمل شخصي بينكما عندما لا تسير الأمور بالشكل الذي يريدونه. 

 

قيد حريتهم فترة من الوقت 

يشير تقييد الحرية لفترة من الوقت إلى الحالة التي لا يسمح فيها للطفل بالخروح من مكان معين كاجراء أولي عند إساءة التصرف ووضعه في مكان منعزل. خلال فترة تقييد الحرية، لا يُسمح لطفلك بالخروج من المكان المحدد والقيام بأنشطة أخرى. يجب تخصيص هذا الوقت للهدوء والتفكير في سلوكهم. 

ليس من المفترض أن تستغرق هذه الفترة وقتاً طويلاً. ضع في اعتبارك منح طفلك بضع دقائق فقط من فترة تقييد الحرية. كن حازماً أيضاً حيال ذلك وحاول ألا تأخذ أي أعذار. 

تستهدف فترة الحجر هذه بشكل تقليدي الأطفال الصغار. ومع ذلك، هناك دراسة تشير إلى أن المهلة يمكن أن تكون فعالة أيضاً للمراهقين حتى 17 أو 18 عاماً. ومع ذلك، الأمر متروك لك لتقرر ما إذا كانت مناسبة لطفلك. إذا قررت أنها ليست الأسلوب المناسب لأطفالك، قم بتجربة الخيارات الأخرى. 

 

تقييد الوصول 

إن مصطلح تقييد الوصول بالنسبة لتربية الأطفال يعني حرمانه من الوصول إلى امتيازات معينة لفترة زمنية محدودة. يحدث هذا غالباً لأنهم تصرفوا أو فعلوا شيئاً لا ينبغي عليهم فعله. هناك بعض النقاط التي يجب مراعاتها عند تقييد وصول الطفل: 

أولاً، يجب أن تكون القواعد والتوقعات الأساسية محددة جيداً. يجب أن تعطي توجيهات واضحة لطفلك حول سبب تعرضه لهذا المنع، وما هو غير مسموح به خلال هذا الوقت، وما تتوقع منه أن يفعله.  

ثانياً: يجب أن تكون شدة العقوبة متناسبة مع الخطأ. يجب أن تتناسب العقوبة مع الجريمة المرتكبة، كما يقول المثل. من المرجح أن يؤدي وضع قواعد صارمة للغاية أو تقييد وصول الطفل في كثير من الأحيان إلى نتائج عكسية. 

ثالثًا، اجعله الموضوع نسبياً. تأكد من أن ما تحظره عن طفلك على أرض الواقع هو نتيجة لأفعاله. على سبيل المثال، إذا كان قد عاد إلى المنزل في وقت متأخر رغم تنبيهك له، فلا تخبرهم أنه لا يمكنهم مشاهدة التلفزيون في عطلات نهاية الأسبوع. هذا سيجعلهم يرغبون في الخروج أكثر. 

 

تقييد وصولهم إلى الإنترنت 

في هذه الأيام، فإن أفضل الطرق لتأديب الطفل وأكثرها إثماراً عندما يتصرف بشكل يستدعي العقوبة هي قطع وصوله إلى الإنترنت. في هذه الأيام يعتبر الإنترنت هو مغناطيس الطفل الحديث. حيث يقضي الأطفال المزيد والمزيد من الوقت في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات عبر الإنترنت كل يوم. بصرف النظر عن ربط الناس من جميع أنحاء العالم، في بعض الأحيان، يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي أكثر ضرراً من نفعها. بالإضافة إلى ذلك، أصبح من المهم جداً عند التعامل مع الأطفال أن تعمد على تقييد وصولهم إلى الإنترنت لفترة من الوقت، يمكن أن يجعلهم هذا يتصرفون بطريقة أفضل ويتجنبون تكرار نفس الأخطاء.  

يمكن أن تكون Safes مساعدة كبيرة في مثل هذه المواقف. إنه تطبيق رقابة أبوية سيساعدك في مراقبة نشاط أطفالك عبر الإنترنت. يساعدك أيضاً في حظر أو تقييد وصولهم إلى أي من التطبيقات التي ترغب بحظرها أو تقييدها؛ ويمكن تثبيته على iOS و Android و Windows. تتمثل إحدى فوائد استخدام Safes في أنه يمكّنك أيضاً من معرفة ما إذا كان التأثير السلبي من وسائل التواصل الاجتماعي يتسبب في تصرفهم بشكل سيء. 

 

شجع السلوك الجيد 

تأديب طفلك لا يعني بالضرورة توبيخه دائماً بسبب أخطائه. حيث يتعلق الأمر أيضاً بمكافأتهم على سلوكهم الإيجابي. يمكن التغاضي عن هذا في الحياة اليومية ضمن تفاصيل كثيرة تمرون بها. لذا، يجب عليك أن تبذل جهداً لتتذكر تشجيعهم عندما يفعلون شيئاً جيداً. فقط ضع في اعتبارك أنه على الرغم من أهمية التأكيد اللفظي للتشجيع، يجب أيضاً أن تكافئهم أحياناً بطريقة مادية وبشيء ملموس أكثر، مثل هدية، أو قضاء يوم في الخارج. 

  

الخلاصة 

في بعض الأحيان، يمكن للأطفال أن يدفعوك إلى تفجير فتيل صبرك. لكن سوء المعاملة ليست بالطريقة الجيدة التي تجعل من أطفالك أكثر تحضراً. هناك طرق أخرى لتأديب الطفل دون ضربه أو حتى دون اللجوء إلى العنف اللفظي، وقد ذكرنا بعضها في معرض هذه المدونة. بدلاً من أن تكون عنيفاً تجاه أطفالك، يجب أن تحاول احتواء غضبك وتجربة طرق بناءة أكثر.