الحضانة المشتركة: إيجاد خطوط تواصل فعالة 

الحضانة المشتركة أو التربية المشتركة هي تجربة صعبة للغاية إلا أنها قد تكون في بعض الحالات – إذا تعاملت معها بطريقة جيدة – مفيدة لأطفالك، وكذلك لك ولشريكك الآخر في التربية. إنها طريقة تربية تتضمن عمل الوالدين معاً لتقديم أفضل رعاية ودعم لأطفالهم. بصفتكما الوالدين، ستحتاجان إلى تعلم طرق التواصل والتعاون مع بعضكما البعض، بالإضافة إلى إيجاد طرق لتقديم بعض التنازلات واتخاذ القرارات معاً. سنعمل ضمن هذه المدونة على نقاش أساسيات الحضانة المشتركة، وما الذي يلزم لتكوين تجربة تربوية مشتركة بصورة ناجحة، وسنقدم بعض إرشادات التواصل بين شريكي التربية. 

ما هي الحضانة المشتركة ولماذا تعتبر إرشادات التواصل ضرورية؟ 

الحضانة المشتركة هي عندما يجتمع الوالدان اللذان لم يعودا على علاقة مع بعضهما البعض أو يعيشان بشكل منفصل لأي سبب من الأسباب، ولكن كلاهما يتقاسم المسؤولية عن طفلهما، بهدف تربية هذا الطفل أو الأطفال. يمكن أن تأخذ الحضانة المشتركة عدة أشكال. على سبيل المثال، يمكن أن يشمل الزوجين المطلقين، أو شخصين لم يتزوج أحدهما الآخر ولكن لديهما طفل معاً. 

يقدر مكتب الإحصاء الأمريكي أن حوالي 21.9 مليون طفل كان لديهم أحد الوالدين لم يعيش معهم في عام 2018. وبالنظر إلى هذه الأعداد الكبيرة للغاية، فإن إرشادات التواصل ضرورية لنجاح التربية لأنها توفر الوضوح والهيكل الأساسي لعلاقة الحضانة المشتركة. تساعد هذه الإرشادات الوالدين على فهم نوع التواصل المناسب بين الوالدين المنفصلين، وكيفية التعامل مع الخلافات، وكيفية العمل معاً لتلبية احتياجات طفلهم. تساعد إرشادات الاتصال أيضاً على ضمان أن يكون الوالدان على نفس الصفحة عندما يتعلق الأمر بالقرارات والتوقعات، والتي يمكن أن تساعد في تقليل الصراع وتعزيز علاقة أكثر سلمية واستقراراً واحترامًا بينهما. 

قواعد الحضانة المشتركة من أجل تواصل أفضل 

اتبع هذه القواعد البسيطة لتعزيز روابط الحضانة المشتركة للوالدين المنفصلين وخلقق بيئة أفضل لأطفالك: 

ضع روتيناً ثابتاً 

يعد إنشاء روتين ثابت لأطفالك أمراً مهماً لكل من الوالدين والأطفال. سيساعد ذلك أطفالك على الشعور بالأمان ويمنحهم احساساً بالاستقرار. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يحافظ على الأشياء منظمة ويمكن التنبؤ بها. لقد ثبت أيضاً أن الحفاظ على روتين ثابت يفيد نمو الطفل.  

من ناحية أخرى، يمكن أن يساعد أيضاً في تقليل التوتر والصراع بين الآباء والأمهات، حيث لن يضطروا للقلق بشأن التغيير غير المتوقع في الخطط. يساعد وجود روتين ثابت أيضاً على ضمان وجود الوالدين في صورة والعمل معاً في نفس الاتجاه. يمكن أن يساعد في بناء الثقة والتفاهم بين الوالدين المشتركين ، وتسهيل التواصل الفعال مع بعضهما البعض. 

التواصل بصراحة وصدق وانتظام 

التواصل هو مفتاح نجاح الأبوة والأمومة، ويجب أن يكون مستمراً ومتسقاً. احرص على التواصل بصراحة وأمانة مع الشريك الآخر بالتربية بشأن احتياجات أطفالك وأي مشكلات قد تطرأ.  

يعتمد عدد المرات التي يجب أن يتواصل فيها الآباء والأمهات على ما إذا كانت هناك أية مشكلات خاصة تحتاج إلى المناقشة. بشكل عام، كما أنه من المهم أن يتواصل الآباء والأمهات بانتظام، عادةً بضع مرات في الأسبوع. من الأهمية بمكان الرد على أسئلة أو مخاوف بعضكما البعض في الوقت المناسب. 

يجب على الآباء والأمهات أيضاً التواصل عند حدوث تغييرات في جدول الطفل أو في ديناميكيات الأسرة. يجب أن يتواصل الوالدان المشاركان عندما يكون الطفل مريضاً أو يعاني من أي مشاكل طبية أخرى. يجب عليهم أيضاً الاتفاق على خطة لحل النزاعات التي تنشأ. 

الاحترام المتبادل 

الاحترام ضروري في أي علاقة، وهذا الشيء بالضرورة ينطبق على التربية المشتركة. احترم أساليب وقرارات الأبوة والأمومة لدى كل منكما وحاول العمل معاً لاتخاذ أفضل القرارات لأطفالك. 

يجب عليك أيضاً احترام وقت ومساحة كل منكما. تجنب الاتصال في ساعات غير مناسبة أو الزيارة عندما يفترض أن يكون طفلك مع الوالد الآخر. حاول أيضاً عدم تغيير الخطة المتفق عليها ما لم تكن هناك حالة طارئة أو حاجة ملحة لذلك. 

اجعل الأولوية لأطفالك 

ضع احتياجات أطفالك في المقام الأول دائماً. وهذا يعني تنحية أي اختلافات قد تكون لديك مع شريكك في الحضانة والتركيز على ما هو الأفضل لأطفالك. ضع في اعتبارك أن كل ما تفعله هو من أجل رفاهية طفلك وأن المشكلات الشخصية يجب ألا تعترض طريق ذلك. أيضاً، يجب ألا تستخدم طفلك أبداً للعودة إلى شريكك السابق. 

قم بوضع الحدود 

وضع الحدود مهم للحضانة المشتركة. تأكد من وضع حدود لك ولشريكك الآخر فيالتربية للتأكد من أن الجميع يعمل على نفس الموجة وأن احتياجات أطفالك يتم تلبيتها. من خلال وضع إرشادات واضحة، سيكون كلا الوالدين على دراية بمسؤولياتهما والتأكد من عدم وجود أي تعارضات. 

كن مرناً 

يمكن أن تكون الحضانة المشتركة صعبة، لذا من المهم التحلي بالمرونة. على الرغم من أنه يجب وضع قواعد وحدود واضحة، يجب أن يكون كلا الوالدين على استعداد لتقديم تنازلات وتعديل خططهما إذا لزم الأمر. تزيد المرونة من الحرية وتساعد على تقليل فرص التعب والإرهاق. 

التغلب على حواجز التواصل كأهل منفصلين 

قد يكون التواصل بين الوالدين فيما بينهم أمراً صعباً ومرهقاً، لذلك من المهم أن تأخذ بعض الوقت لنفسك للتخلص من التوتر وفك الضغط. يمكن أن يساعد أخذ استراحة من التواصل كلا الوالدين على معالجة مشاعرهم وأفكارهم بطريقة صحية.  

سيؤدي وضع إرشادات صريحة لتواصل الأبوة والأمومة إلى جعل كل شيء أكثر وضوحاً وتحديداً. أيضاً، إذا كنت تواجه صعوبة في العملية التربوية، فلا تخف من طلب المساعدة. فكر في التحدث إلى معالج أو الانضمام إلى مجموعة دعم لمساعدتك في التغلب على تحديات الحضانة المشتركة. يمكنك أيضاً استخدام التكنولوجيا لمساعدتك في رعاية الوالدين. اقرأ المزيد حول نصائح لأولياء الأمور حول استخدام التكنولوجيا لتحسين حياة الأطفال. 

نصيحة أخرى: يمكن أن تساعد تطبيقات الرقابة الأبوية في تسهيل الحضانة المشتركة من خلال تزويد الأهالي بأدوات لمراقبة نشاط أطفالهم عبر الإنترنت، وتعيين حدود زمنية وقيود لاستخدام الجهاز، وحظر المحتوى غير المرغوب فيه وحتى تحديد موقع جهاز أطفالهم. يمكن أن يساعد ذلك الأهالي على ضمان سلامة أطفالهم عبر الإنترنت ، وإدارة استخدام أطفالهم الرقمي، وإنشاء بيئة رقمية أكثر أماناً وصحة لأطفالهم. نقدم لكم أيضاً 7 مخاطر على الإنترنت تهدد سلامة الأطفال على الإنترنت. هذا يسهل التواصل ويقلل من القلق بين الآباء والأمهات. كل هذا أصبح ممكناً في Safes. يمكنك تثبيته على iOS أو Android أو Windows وبدء الفترة التجريبية المجانية.